الأحد، 19 يونيو 2016

التهيئة الحضرية والريفية أزمة المدينة و الريف و أشكال التدخل

التهيئة الحضرية والريفية <أزمة المدينة و الريف و أشكال التدخل


النشاط الأول: أزمة المدينة المغربية و أشكال التدخل :

  تتعدد مظاهر ازمة المدينة المغربية :
المجال الاقتصادي : الافتقار إلى المؤسسات الاقتصادية القوية ( الشركات الكبرى ) ، و انتشار الأنشطة غير المهيكلة كتجارة الرصيف و الباعة المتجولين .
المجال الاجتماعي : حدة الفوارق الطبقية ، و ارتفاع نسبة البطالة  و الفقر، و انتشار التسول و التشرد ، و ارتفاع نسبة الجريمة .
مجال التجهيزات : نقص البنيات التحتية و الخدمات العمومية ، و أزمة النقل الحضري .
المجال العمراني: أحياء الصفيح ، و السكن العشوائي ، و المضاربات العقارية .
المجال البيئي : تراكم النفايات ، و تلوث الهواء ، و كثرة الضجيج ، و قلة المناطق الخضراء .

  ترتبط أزمة المدينة المغربية بعوامل من أبرزها :

- النمو الحضري السريع الناتج عن الهجرة القروية الكثيفة  و معدل التكاثر الطبيعي الذي لم ينخفض بعد إلى المستوى المطلوب .
- النمو الاقتصادي البطيء ، و سوء تدبير المدن ، و ضعف الاستجابة لحاجات السكان المتزايدة .

  تتنوع أشكال مواجهة أزمة المدينة المغربية :
اقتصاديا : إحداث المناطق الصناعية ، وتشجيع الاستثمارات و المقاولات و التعاونيات ، و تنظيم المعارض .
اجتماعيا : إقرار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، وتطبيق برامج محاربة الفقر  و مظاهر الإقصاء الاجتماعي .
ميدان التجهيزات : إنجاز مشاريع البنية التحتية لإعادة تأهيل المدن ، و تفويت بعض الخدمات العمومية كالماء الشروب و الكهرباء و التطهير و النقل الحضري للقطاع الخاص الأجنبي أو الوطني .
عمرانيا : محاربة السكن العشوائي و دور الصفيح ، و دعم السكن الاقتصادي ، و توفير الأراضي العامة للمشاريع السكنية ، و حل مشكل العقار .
بيئيا : تشييد المطارح القانونية للأزبال و محطات معالجة النفايات الصلبة و السائلة ، و إحداث المناطق الخضراء ، و مراقبة تلوث الهواء .

  النشاط الثاني:أزمة الريف المغربي و أشكال التدخل :


  يعرف الريف المغربي عدة مشاكل من أهمها :
الميدان الاقتصادي: ضعف مردود الفلاحة ، و انتشار الزراعات البورية ( المعتمدة مباشرة على الأمطار) و المعيشية ( الموجهة نحو السوق الداخلية ) ، و قلة الأنشطة الاقتصادية الأخرى كالصناعة و التجارة و الخدمات .
الميدان الاجتماعي : انتشار الأمية ، و ضعف نسبة التمدرس  و التغطية الصحية ، و ارتفاع نسبة الفقر و البطالة ، و تفاقم الهجرة القروية .
ميدان التجهيزات : ضعف شبكة الماء الشروب و الكهرباء و المواصلات و الخدمات العمومية ، و هشاشة السكن القروي .

  ترجع أزمة البادية المغربية إلى عدة أسباب منها :
- تهميش البادية المغربية من حيث التنمية الاقتصادية و الاجتماعية .
- تعاقب سنوات الجفاف منذ مطلع ثمانينيات القرن 20.
- سوء تسيير الجماعات القروية .

  تتدخل الدولة لمعالجة أزمة الريف المغربي من خلال البرامج و المشاريع الآتية :
برامج التنمية الاقتصادية : من أبرزها برنامج الاستثمار الفلاحي في المناطق البورية ، و البرنامج الوطني لمكافحة التصحر و آثار الجفاف .
برامج التجهيزات و الخدمات العمومية : في طليعتها برنامج تزويد العالم القروي بالماء الشروب ، و برنامج كهربة البوادي ، و البرنامج الوطني للطرق القروية . بالإضافة إلى تشييد السدود و مد قنوات الري ، و بناء المدارس و المستوصفات .
المشاريع الكبرى: من بينها إستراتيجية 2020 للتنمية القروية ، و مشروع التنمية الاقتصادية القروية للريف الغربي ،  و مشروع تنمية الأقاليم الشمالية ، و مشروع حوض سبو .

الإختيارات الكبرى لسياسة إعداد التراب الوطني بالمغرب

 الإختيارات الكبرى لسياسة إعداد التراب الوطني بالمغرب



 - سياسة إعداد التراب الوطني : مفهومها ، اهدافها و مبادؤها:

1 – مفهوم  وأهداف سياسة إعداد التراب الوطني :

* يقصد بسياسة إعداد التراب الوطني تدخل الدولة لتنظيم المجال الجغرافي من خلال برمجة مشاريع التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و البيئية في المدن و البوادي .
*تستهدف سياسة إعداد التراب الوطني التحكم في توزيع لأنشطة الاقتصادية و السكان ،والحد من التباين الجهوي،      و تحقيقالتنمية المستدامة.

2-  تتمثل  مبادئ سياسة إعداد التراب الوطني  في:

- التنمية الاقتصادية و الاجتماعية المتوازنة من خلال إعطاء الأولية للمناطق الأقل تطورا و للطبقة الفقيرة.
- تدعيم الوحدة الوطنية عن طريق تحقيق التضامن بين المناطق و تعزيز التكافل الاجتماعي.
- نهج سياسة اللامركزية و ذلك بإشراك الجماعات المحلية  في تحديد و إنجاز المشاريع .
- المحافظة على البيئة و ترشيد استغلال الموارد الطبيعية في إطار التنمية المستدامة .

3 – تحديات سياسة إعداد التراب الوطني:

أ – التحدي الديموغرافي: ويتمثل في:
النمو الديموغرافي السريع.
غلبة الفئة العمرية الشابة وارتفاع البطالة.
التهميش والإقصاء الاجتماعي.
التباينات السوسيو مجالية وتنامي الهجرة القروية.
ب – التحدي الاقتصادي: ويتمثل في:
ضعف التقنيات والأساليب والأطر الإنتاجية.
ضعف وتيرة النمو الاقتصادي وإغفاله للمرودية والإنتاجية.
تحديات العولمة.
انتهاج اقتصاد السوق.
ج – التحدي البيئي: ويتمثل في:
الخصاص في الموارد الطبيعية (خاصة الماء).
الاستغلال المفرط للثروات الطبيعية.
التدهور البيئي (التصحر، التعرية، التلوث …
تزايد حدة التقلبات المناخية (الجفاف).

- II الاختيارات الكبرى و التوجهات المجالية لسياسة إعداد التراب الوطني:

1– من أبرزالاختيارات الكبرى لسياسة إعداد التراب الوطني :

- الرفع من فعالية الاقتصاد الوطني من خلال تحسين ظروف الاستثمار و البحث عن وسائل جديدة للتنمية الاقتصادية (تنويع الأنشطة الاقتصادية في البوادي،و تأهيل الصناعة الوطنية و إعادة انتشارها في المدن )
- ربط السياسة الحضرية بالإطار الشمولي لإعداد التراب الوطني عن طريق دعم القطاع العصري، و إعادة هيكلة القطاع التقليدي ، و الاهتمام بالتنمية الاجتماعية ، و تفعيل قوانين العمران و التعمير
- صيانة و تدبير الموارد الطبيعية و المحافظة على التراث الثقافي .
- تأهيل الموارد البشرية و ذلك بمحاربة الأمية، و إصلاح مناهج التعليم، و تطوير البحث العلمي و التكنولوجي، و تكوين الفلاحين  و الحرفيين، و منع تشغيل الأطفال،
- حل إشكالية العقار عبر التحكم في السوق العقارية بالمدن و إيجاد حلول للبنية العقارية بالمجال القروي
- تنمية العالم القروي للتخفيف من التباين بين المدن و الأرياف

2-يمكن تحديد رهانات التوجهات المجالية الكبرى لسياسة إعداد التراب الوطني على الشكل الآتي :

- المناطق الجبلية : المحافظة على الموارد الطبيعية ، و التضامن المجالي( بين المناطق) .
- المناطق المسقية :كسب رهان الأمن الغذائي ، و تحديات الانفتاح  على الأسواق الخارجية.
- مناطق البور : تحقيق النجاعة  الاقتصادية ، و التوازنات المالية .
- المناطق الصحراوية و شبه الصحراوية :تفعيل الاندماج الجهوي ،و تدبير المجالات الهشة .
- المناطق الساحلية  : تعزيز الانفتاح على الخارج و تدبير الموارد البحرية و الحفاظ عليها .
- الأقاليم الشمالية : تدعيم البعد الأورو متوسطي و تأهيل المجالات المحدودة .
- الشبكة الحضرية : تحديث التدبير ، و تأهيل  المجال و الاستثمار و الموارد والأقطاب الجهوية و المدن المتوسطة      و الصغيرة .

 
III - دور سياسة إعداد التراب الوطني في تنظيم و تنمية المجال

1 – تساهم سياسة إعداد التراب الوطني في التهيئة ااحضرية  و الريفية :

* تساعد سياسة إعداد التراب الوطني على التحكم في  التوسع الحضري من خلال قانون التعمير (أو مدونة التعمير)  الذي يشمل  الوثائق الآتية :
- التصميم المديري للتهيئة و التمدين : وثيقة تحدد التوجهات العامة للتوسع العمراني على المدى البعيد
- تصميم التنطيق : وثيقة تبرز تخصصات المناطق و الأحياء داخل المدينة ( سكنية ، صناعية ، تجارية ، إدارية إلخ ..) .
- مخطط التهيئة : وثيقة توضح بدقة  استعمالات الأراضي في المدينة و المراكز القروية المجاورة .( الشوارع، الأزقة، الساحات، المرافق العمومية، المناطق الخضراء ، نوعية البنايات وعدد الطوابق،...)
- تصميم التنظيم الوظيفي و الإعداد : وثيقة تبرز الوظائف الأساسية للمدن الكبرى( إدارية، سياحية، صناعية، تجارية)
* تعمل سياسة إعداد التراب الوطني على تهيئة المجال الريفي من خلال برمجة مشاريع البنية التحتية  مثل السدود      و الشبكة الطرقية و الكهربائية . إلى جانب  تقنين السكن  و الملكيات العقارية.

السبت، 18 يونيو 2016

المجال المغربي:الموارد الطبيعية و البشرية

المجال المغربي: الموارد الطبيعية والبشرية


النشاط الأول: وضعية الموارد الطبيعية وتوزيعها بالمجال المغربي

1 -  تشمل أهم الموارد الطبيعية بالمغرب: الماء، التربة، الغابة، الموارد البحرية، والموارد المعدنية والطاقية

المورد
وضعيته
التهديدات التي يتعرض لها

الماء
تركز 73% في المنطقة الاطلننتية
مصادر متنوعة: سطحية وباطنية + توزيع غير متكافئ
تناقص الاحتياطي الفردي من الماء سنويا
الجفاف + التلوث+ الاستغلال العشوائي والمفرط

التربة
90% منها ضعيفة التطور وغير صالحة للزراعة
التعرية بنوعيها (المائية والريحية)+التلوث + الانجراف+زيادة% الملوحة + الاستغلال المفرط

الغابة
ضيق المجال الغابوي وتراجعه سنويا + تنوع الأصناف + توزيع غير متكافئ وتركز في المناطق الجبلية بالشمال
الجفاف + الاجتثاث + الرعي الجائر + الحرائق +
الموارد البحرية
واجهتين بحريتين + تنوع التيارات البحرية + ارتفاع الإنتاج + التنوع البيولوجي + دعم الصادرات + تنشيط الصناعة
الاستنزاف بسبب الاستغلال المفرط + انقراض بعض الأنواع + التلوث + استعمال آليات محظورة في الصيد + عدم احترام الراحة البيولوجية
الموارد المعـدنية والطاقية
تنوع الموارد المعدنية + ثروة فوسفاتية مهمة (76%من احتياطي العالم)
كميات قليلة من مصادر الطاقة
المعادن: ندرة الاكتشافات  + انهيار الأسعار + تراجع الاستثمار في القطاع المنجمي + ارتفاع تكلفة الإنتاج
الطاقة: ارتفاع الطلب على المحروقات + تضرر الميزانية بفعل الاستيراد  + الاهتمام الطاقات المتجددة
 

2 -  أساليب تدبير الموارد الطبيعية وطرق حمايتها

الموارد
أساليب تدبيرها
الماء
بناء السدود +التنقيب عن الماء +تنقية المياه المستعملة +تحلية مياه البحر +تدابير تحسيسية
إنشاء مؤسسات وإصدار قوانين تعنى بالماء  (المجلس الأعلى للماء والمناخ +قانون الماء)
التربة
بناء الحواجز والمصدات  لتفادي التعرية الريحية والتصحر
التشجير +بناء المدرجات للتقليل من خطر التعرية والانجراف.
الغابة
التشجير لتجديد الغابة +منع الرعي الجائر +تشجيع البحث العلمي +تدابير تحسيسية
إنشاء مؤسسات وإصدار قوانين تحافظ على الغابة  (المندوبية السامية للماء والغابات +قوانين)

الثروات البحرية
مؤسسات وقوانين لتنظيم الصيد البحري (المعهد الوطني للدراسات البحرية 1997)
مراجعة الاتفاقيات المبرمة مع الإتحاد الأوربي
فرض احترام الراحة البيوليجية ّ+تشديد المراقبة  واعتماد نظام الكوطا (الكمية،الأنواع)
المعادن ومصادر الطاقة
التنقيب عن مناجم جديدة +جلب الاستثمارات الأجنبية لتحويل المعادن محليا
الاهتمام بالطاقات المتجددة +ترشيد استهلاك الطاقة +دراسة استخلاص النفط من الصخور النفطية
 من شأن هذه التدابير أن تحد ولو نسيا من تدهور هذه الموارد إذا ساهم الإنسان بشكل فعال في المحافظة عليها.
النشاط الثاني: وضعية الموارد البشرية ومستوى تنميتها وأساليب تحسين وضعيتها

وضعية المواد البشرية بالمغرب :

  تطور الساكنة المغربية و توزيعها الجغرافي :
* منذ سنة 1960 دخل المغرب مرحلة الإنفجار الديمغرافي أمام ارتفاع معدل التكاثر الطبيعي المرتبط بارتفاع الولادات   و انخفاض الوفيات . لكن في السنوات الأخيرة تراجعت وتيرة النمو الديمغرافي حيث شرع المغاربة في تطبيق سياسة تحديد النسل تحت تأتير المشاكل الإجتماعية  والأزمة الإقتصادية.  ويبلغ عدد سكان المغرب حوالي 34 مليون نسمة  سنة 2014 دون احتساب  أكثر من      4,5  مليون  مغربي مقيم في المهجر
*ظل سكان الأرياف يشكلون الأغلبية إلى حدود نهاية الثمانينات . غير أنه منذ مطلع تسعينات القرن 20 انقلبت الوضعية حيث شهد المغرب التحول الحضري وعرفت نسبة سكان المدن تطورا سريعا أمام انتشار الهجرة القروية .
*ترتفع الكثافة السكانية في السهول و الهضاب الأطلنتية بفعل ملاءمة الظروف الطبيعية و أهمية الأنشطة الإقتصادية . وترتفع الكثافة السكانية أيضا في الريف أمام قدم التعمير . في المقابل فالكثافة السكانية ضعيفة في المناطق الصحراوية المتميزة بقساوة الظروف الطبيعية و هزالة الأنشطة الإقتصادية .( انظر الخريطة ص 142 المنار = ص 134 المورد )
  وضعية السكان النشيطين بالمغرب :
تمثل الساكنة النشيطة الجزء الأكبر من مجموع سكان المغرب . تأتي بعدها فئة الصغار و الأطفال . أما نسبة الشيوخ فهي ضعيفة . وبالتالي نستخلص فتوة الهرم السكاني المرتبطة بارتفاع معدل التكاثر الطبيعي في العقود السابقة .مما يطرح مشاكل في القطاعات الإجتماعية الأساسية : التشغيل ، التعليم ، الصحة ، السكن ، التغذية .
  مستوى التنمية البشرية بالمغرب:
* تطور مؤشر التنمية البشرية تدريجيا عبر السنوات، لكنه لم يرق بعد إلى المستوى المطلوب حيث احتل المغرب الرتبة 129 عالميا سنة 2014
* تفسر هذه الرتبة المتأخرة بالمشاكل المتعددة منها ارتفاع نسبة البطالة و الأمية ، وضعف الدخل الفردي و معدل التمدرس ، و عدم كفاية الأطر و التجهيزات الصحية ، و أزمة السكن، وسوء التغذية .
* يختلف مؤشر التنمية البشرية حسب الجهات حيث يرتفع في بعضها مثل جهة الساقية الحمراء  العيون – بوجدور . مقابل انخفاضه في جهات أخرى كالجهة الشرقية  . و تعتبر خريطة الفقر البشري انعكاسا مباشرا لهذا التوزيع (انظر الكتاب المدرسي : ص  145 المنار ) . كما يضعف مؤشر التنمية البشرية أكثر في الوسط القروي مقارنة بالوسط الحضري .

  الجهود المبذولة لتحسين مستوى التنمية البشرية بالمغرب :

* المبادرة الوطنية للتنمية البشرية 
 *قامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية  على المحاور الآتية :
- التصدي للعجز الإجتماعي الذي تعرفه الأحياء الحضرية الفقيرة و الجماعات القروية الأشد خصاصة .
- الإستجابة للحاجيات الضرورية للأشخاص في وضعية صعبة أو لذوي الحاجات الخاصة .
- تشجيع الأنشطة المنتجة للدخل القار و المدرة لفرص الشغل .
  * تنفيذا لذلك اتخذت التدابير التالية : 
- في المجال الإقتصادي : خلق مشاريع إنمائية ، و تشجيع الإستثمار و جمعيات الإنتاج ،و إحداث الأقطاب الصناعية .
- في المجال الإجتماعي :تعميم التمدرس والتغطية الصحية ، و محاربة الأمية و السكن غير اللاثق
- مجال التجهيزات الأساسية : توسيع شبكة الماء و الكهرباء و مد الطرق في البوادي .
* برامج أخرى لتنمية الموارد البشرية بالمغرب :
- استراتيجية 2020 للتنمية القروية : و تضمن دعم البنية التحتية و الخدمات الأساسية ، و تنويع الأنشطة الإقتصادية ،
و حماية البيئة.
- مشروع الأولويات الإجتماعية :  دعم التمدرس و محاربة الأمية و تحسين الخدمات الطبية في 575 جماعة قروية .
- المشروع النموذجي لمحاربة الفقر في الوسط الحضري
- برنامج التنمية البشرية المستدامة و مكافحة الفقر 

درس مفهوم التنمية: تعدد المقاربات، التقسيمات الكبرى للعالم (خريطة التنمية)

درس مفهوم التنمية: تعدد المقاربات، التقسيمات الكبرى للعالم (خريطة التنمية)



 التنمية : مفهومها و استرتيجياتها ، و مقارباتها :


  مفهوم التنمية :

*التنمية هي التحسين المستدام لشروط حياة السكان على جميع المستويات .
* انطلاقا من ذلك ، وضع مؤشر التنمية البشرية الذي يتألف من ثلاثة معايير هي :
- مستوى الرعاية الصحية : و يشمل أمد الحياة و نسبة وفيات الأطفال .
- المستوى الثقافي و التعليمي : و يحدد على أساس نسبتي التمدرس والأمية .
- مستوى الدخل الفردي : الذي يساوي حاصل قسمة الناتج الوطني الخام على عدد السكان .
* يصنف مؤشر التنمية البشرية إلى 3 أنواع : ضعيف ( 0- 0.49 ) ، و متوسط ( 0.5 – 0.79 ) ، مرتفع ( 0.8 – 1) .
* إذا كان النمو يقتصر على المؤشرات الاقتصادية مثل الناتج الوطني الخام ( القيم المضافة للثروات و الخدمات ) ، فإن التنمية تتخذ أبعادا متعددة : اقتصادية و اجتماعية و سياسية و بيئية .

  استراتيجيات التنمية  في العالم الثالث :
* يمكن التمييز بين تجربتين تنمويتين هما :
- اقتصاد ممركز على الذات متأثر بالنظام الاشتراكي سابقا ، يركز على السوق الداخلية .
- اقتصاد منفتح على السوق الخارجية ، و يقوم تطوير الصادرات الصناعية .

  بعض المقاربات المستعملة في دراسة التنمية :
- مقاربة اقتصادية : و تعتمد مؤشرات اقتصادية مثل الناتج الداخلي الخام و الدخل الفردي و نوع وبنية الاقتصاد .
- مقاربة اجتماعية : و تقوم على مؤشرات اجتماعية منها نسبة الفقر و الأمية  و الـتأطير الطبي .
- مقاربة ديمغرافية : و تتمثل في استعمال عدة مؤشرات منها نسبة الولادات و الوفيات و التكاثر الطبيعي  .
- مقاربة سياسية : مستوى الديمقراطية و حقوق الانسان في البلدان النامية ( التنمية السياسية )
- مقاربة بيئية : التنمية المستدامة القائمة على مراعاة البعد البيئي في مخططات التنمية .
التقسيمات الكبرى للعالم وفق خريطة التنمية ، و عوامل تباين مستويات التنمية البشرية :

  تجليات التقسيمات الكبرى للعالم من خلال خريطة التنمية البشربة :
 مؤشر التنمية البشرية مرتفع في  بلدان الشمال( الدول المتقدمة  أو الصناعية) التي تصنف  إلى ثلاث مجموعات هي :
- دول قوية اقتصاديا و ذات مستوى مرتفع لمؤشر التنمية البشرية ، كما هو الشأن بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية و دول أوربا الغربية و اليابان وأستراليا .
- دول أوربا الشرقية التي انتقلت من النظام الاشتراكي إلى النظام الرأسمالي .
- الدول الصناعية الجديدة بشرق آسيا التي عرفت نموا اقتصاديا سريعا خلال العقود الأخيرة.( دول التنينات : كوريا الجنوبية ، طايوان، هونغ كونغ ، سنغافورة )
* مؤشر التنمية البشرية متوسط أو ضعيف في  بلدان الجنوب ( النامية أو العالم الثالث )التي تتدرج على النحو الآتي :
 - القوى الاقتصادية الصاعدة مثل الصين و البرازيل و الهند .
- البلدان  المصدرة للبترول ذات الاقتصاد الريعي  كدول الخليج العربي .
- البلدان السائرة في طريق النمو كالمغرب و تونس .
- البلدان الأكثر تخلفا في العالم و تتمثل خاصة في بلدان إفريقيا السوداء .

  نظريات عامة مفسرة لتباين مستويات التنمية البشرية :
- تفسير ذو أساس طبيعي : يعتبر المناخ المسؤول عن تقدم أو تخلف الدول ( مناخ معتدل – مناخ حار )
- تفسير ليبرالي : يؤكد على ضرورة المرور بمراحل النمو ، و يربط التخلف بأسباب داخلية ( عقليات قديمة ، ضعف  الاستثمار)
- تفسير ماركسي : يربط التخلف بعوامل خارجية منها   الاستعمار والتبادل اللامتكافئ الموروث عنه .
- تفسير جغرافي : يرجع التخلف إلى عوامل داخلية و خارجية .

  تفسير خاص بمستوى التنمية البشرية في دول الجنوب ( مثال العالم العربي ) :
- التطور السكاني السريع ، و فتوة هرم الأعمار .
-  بطء وتيرة النمو الاقتصادي ، و بالتالي استفحال المشاكل الاجتماعية .
- ضعف مؤشرات الحكم الصالح أمام انتشار الفساد الإداري ، و  ضعف كفاءة الحكومة ، و عدم تطبيق القانون ، و عدم الاستقرار السياسي ، و تضييق الحريات العامة .

الجمعة، 17 يونيو 2016

نضال المغرب من أجل تحقيق الإستقلال و استكمال الوحدة الترابية

 نضال المغرب من أجل تحقيق الإستقلال و استكمال الوحدة الترابية



النشاط الأول:المقاومة المسلحة المغربية وعوامل توقفها :


قامت حركات المقاومة المسلحة في البوادي المغربية :

* قاد أحمد الهيبة المقاومة المسلحة في الجنوب و الصحراء: حيث اتخذ تزنيت مقرا لحركته ، و نظم حملة عسكرية دخل بها مراكش .
و منها حاول التوجه إلى الدار البيضاء لتحريرها لكنه انهزم في معركة سيدي بوعثمان أمام الجيش الفرنسي . فتراجع إلى سوس و ظل يقاوم حتى وفاته سنة 1919 ، حيث خلفه مربيه ربه الذي استمر في قيادة المقاومة بالجنوب المغربي إلى غاية 1934 .
* تزعم موحا أو حمو الزياني المقاومة المسلحة بالأطلس المتوسط ، فانتصر على الجيش الفرنسي في معركة الهري سنة 1914 . وظل يقاوم حتى استشهاده سنة 1921 .
* تولى عسو أوبسلام و زايد أوحماد قيادة المقاومة المسلحة التي  شنتها قبائل الأطلس الكبير و الصغير على القوات الفرنسية ، فتمكنت من هزمها في بعض المعارك من أهمها معركة بوكافر سنة 1933
* في البداية، عرفت منطقة الريف مناوشات عسكرية بين الإسبان و المقاومين الريفيين بزعامة محمد أمزيان و عبد الكريم الخطابي .
و بوفاة هذا الأخير تبلورت المقاومة المسلحة الريفية على يد محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي اتبع أسلوب حرب العصابات ( القائم على المباغتة و الانسحاب السريع) فانتصر على  الجيش الإسباني في معركة أنوال سنة 1921 . غير أن القوات الفرنسية و الإسبانية تحالفت ضده ، فاضطر ابن عبد الكريم إلى تسليم نفسه . و تم نفيه سنة 1926 إلى جزيرة لاريينيون ( في المحيط الهندي ).

 يرجع توقف المقاومة المسلحة المغربية  إلى أسباب متعددة منها :

- تباين القوة بين المقاومة المسلحة المغربية و الاحتلال الأجنبي
- تحالف القوات الفرنسية و الإسبانية ضد المقاومة المسلحة المغربية مثل المقاومة الريفية
- استعمال القوات الغازية لأسلحة مدمرة وسامة ، و لجوئها إلى إحراق المحاصيل الزراعية و عزل القبائل المقاومة .
- تواطؤ كبار القواد مع الاستعمار
- انعدام التنسيق بين حركات المقاومة المسلحة المغربية .

النشاط الثاني:تطورات مرحلة المقاومة السياسية :

خلال الثلاثينيات طالبت الحركة الوطنية المغربية بالإصلاحات :

* ارتبطت نشأة الحركة الوطنية بعدة عوامل منها :
- صدور الظهير البربري سنة 1930 الذي استهدف التفرقة العنصرية بين العرب و الأمازيغ
- انعكاسات الاستغلال الاستعماري على المجتمع المغربي بعد الأزمة الاقتصادية العالمية لسنة 1929
- توقف المقاومة المسلحة في البوادي و استكمال الاحتلال العسكري الأجنبي للمغرب .
- ظهور الحركة السلفية بزعامة أبي شعيب الدكالي و محمد بن العربي العلوي .
* في سنة 1933 أسس علال الفاسي و محمد بلحسن الوزاني و أحمد بلافريج أول حزب سياسي مغربي و هو كتلة العمل الوطني الذي تقدم إلى السلطات الاستعمارية في سنة 1934ببرنامج المطالبة بالإصلاحات الذي تضمن النقط الآتية :
- السياسة الإدارية : إلغاء الحكم المباشر ، و تكوين حكومة مغربية ، وإقرار حرية التعبير.
- السياسة الاقتصادية و المالية : وضع حد للاستغلال الاقتصادي ، و المساواة في الضرائب بين المغاربة و الأجانب .
- السياسة الاجتماعية : الاهتمام بالتعليم و الصحة ، و تحسين ظروف العمال المغاربة .
* غير أن الاستعمار رفض الاستجابة لهذه المطالب ، و قام باعتقال و نفي زعماء الحركة الوطنية سنة 1937 وهي السنة التي عرفت انقسام كتلة العمل الوطني إلى حزبين هما الحركة الوطنية لتحقيق المطالب( أو الحزب الوطني) بقيادة علال الفاسي و الحركة القومية بزعامة محمد بلحسن الوزاني .

 
 منذ سنة 1944 انتقلت الحركة الوطنية المغربية إلى المطالبة بالاستقلال :

* ساهمت عوامل متعددة في الانتقال إلى المطالبة بالاستقلال منها :
- تزايد الاستغلال و القمع الاستعماريين .
- توسع الحركة الوطنية بظهور أحزاب جديدة في طليعتها حزب الاستقلال ، و حزب الشورى  و الاستقلال ، والحزب الشيوعي . و إصدار هذه الأحزاب للجرائد بهدف توعية المغاربة .
- قيام العمال المغاربة بالإضرابات و تكتلهم نقابيا ( داخل اتحاد النقابات الموحدة ) .
- احتلال ألمانيا لفرنسا و فقدان هذه الأخيرة لهيبتها الاستعمارية.
- تأييد الحلفاء لمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها من خلال  الميثاق الأطلنتي 1941 ، و مؤتمر أنفا 1943
* في 11 يناير 1944 أصدر حزب الاستقلال وثيقة المطالبة  بالاستقلال التي نادت بإلغاء نظام الحماية و طالبت باستقلال المغرب  و وحدته الترابية في إطار الملكية الدستورية.
* تبنى السلطان محمد الخامس هذه الوثيقة ، فطالب باستقلال المغرب و احترام سيادته و وحدته الترابية في عدة مناسبات منها رحلته إلى فرنسا سنة 1945 ، و زيارته لمدينة طنجة سنة 1947 ، وخطاب العرش لسنة 1952 .

  النشاط الثالثاستقلال المغرب و استكمال وحدته الترابية :

عجلت ثورة الملك و الشعب باستقلال المغرب :

* دبر المقيم العام الفرنسي كيوم بمساعدة عملاء الاستعمار و على رأسهم الكلاوي مؤامرة عزل السلطان محمد بن يوسف  و تعيين مكانه محمد بن عرفة . ففي 20 غشت 1953 نفي السلطان محمد الخامس و الأسرة الملكية إلى جزيرة كورسيكا (في البحر المتوسط ) و منها إلى جزيرة مدغشقر ( في المحيط الهندي ).
* بمجرد نفي السلطان ، انطلقت المظاهرات في المدن المغربية ، و رفض المغاربة الاعتراف بحكم ابن عرفة ، و قاطعوا البضائع الفرنسية . و ظهرت حركة فدائية مسلحة قادها بعض الزعماء من أشهرهم علال بن عبد الله و محمد الزرقطوني و أحمد الحنصالي . في نفس الوقت تأسس جيش التحرير  الذي تولى مهاجمة المواقع الاستعمارية في جبال الريف و الأطلس المتوسط و الكبير و المناطق الصحراوية .
* أمام تصاعد الكفاح المسلح ، اضطرت فرنسا إلى إبرام اتفاقية إيكس ليبان التي بمقتضاها عاد السلطان محمد الخامس إلى وطنه في نونبر 1955 ، وتشكلت حكومة مغربية تكلفت بمتابعة التفاوض مع الحكومة الفرنسية و الذي أسفر في 2 مارس 1956 عن توقيع اتفاقية مغربية فرنسية وضعت حدا لنظام الحماية الفرنسية . و في أبريل من نفس السنة ألغيت الحماية الإسبانية في المنطقة الشمالية . و في أكتوبر 1956 ألغي الوضع الدولي لمدينة طنجة .
مراحل استكمال الوحدة الترابية:
بعد حصول المغرب على استقلاله سنة 1956م، شرع تدريجيا في استكمال وحدته الترابية باستخدام أساليب سلمية ومقاومة شعبية، وقد تم له استرجاع معظم المناطق المحتلة عبر مراحل:
في سنة 1957م: انطلاق مفاوضات استُرجعت من خلالها مدينة طنجة، عبر إنهاء الوضع الدولي الذي كان سائدا بها.
في أبريل 1958: استرجاع مدينة طرفاية بعد مفاوضات مغربية إسبانية إثر انتفاضة قبائل آيت باعمران.
في مارس 1969: نظمت مفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة بين المغرب وإسبانيا تم من خلالها استرجاع مدينة سيدي إيفني.
في نونبر 1975: تم تنظيم المسيرة الخضراء واسترجاع منطقة الساقية الحمراء.
في غشت 1979: تم استرجاع منطقة وادي الذهب، بعد تقديم البيعة من طرف وفد صحراوي يمثل سكان المنطقة